الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هل تعصف ثورة الغضب برئيس تظاهرة "صفاقس عاصمة للثقافة العربية"؟

نشر في  06 أكتوبر 2015  (16:49)

أمام التأخير الحاصل في التحضيرات لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية، تعالت في الآونة الأخيرة أصوات عديدة لتندد بأداء رئيس الهيئة التنفيذية لصفاقس عاصمة الثقافة العربية والذي لم يفلح وفق شهادات مختلفة في إعطاء الدفع اللازم والديناميكية المطلوبة لهذه التظاهرة العربية البارزة.

ومن بين المواقف التي لفتت انتباهنا، نذكر ما دونه الإعلامي نور الدين بالطيب من انّ لجان التظاهرة في سبات حتى بتنا نتساءل "متى نرى فعليا صفاقس قد تحولت الى عاصمة للثقافة العربية؟" وكذلك مقال بإمضاء حافظ كسكاس نُشر بموقع الصحافيين التونسيين بصفاقس تحت عنوان «صفاقس الأقرب لعاصمة القمامة العربية من عاصمة الثقافة العربية» والذي جاء فيه أنّ صفاقس مازالت الي اليوم «لم تشهد ولو حدثا يتيما يقدم للحدث الأكبر.. التحضيرات غائبة والبرمجة مفقودة.. أيام قليلة ونكون أضحوكة أمام العالم العربي وستكبر مأساتنا بمثل هذه التحضيرات التي أسندت لأشخاص امتهنوا النوم والغفلة.. كلام جارح لكنه نابع من خوف كل صفاقسي غيور على مدينته».

أمّا الشاعر منصف المزغني أصيل مدينة صفاقس، فعبر عن موقفه من التأخير الملحوظ في الإعداد لهذه التظاهرة الكبرى قائلا في مقالة تحمل عنوان «صفاقس عاصمة الخشب لسنة 2016»: «لا شيء يوحي بأنّ صفاقس ستكون عاصمة الثقافة العربية لسنة 2016 ولا أثر لأي عرس ثقافي ولم يعد يفصلنا عن الحدث الا بضعة أشهر.. آخر الأخبار الحزينة تؤكد بأنّ الافتتاح الذي كان مبرمجا في شهر أفريل 2016 سوف يتأجل إلى شهر جويلية 2016.. حتى أن بعضهم علّق ساخرا أنّه من الممكن أن يتأخر الافتتاح الى 31 ديسمبر 2016..».

وتوالت التحذيرات من هذا التأخير غير المنطقي للتحضيرات لتظاهرة تقارب ميزانيتها الـ10 مليارات غير أنّ وزارة الثقافة لم تبادر بإتخاذ الإجراءات اللازمة وكأنّها غير معنية بهذا الحدث الثقافي الهام، ويبدو أنّ عديد الأسماء الفاعلة في الساحة الثقافية نبهت الى أن السيد سمير السلامي الذي عُيّن على رأس الهيئة التنفيذية يفتقد الى الخبرة والكفاءة كما لرؤية ثقافية ومشروع ثقافي وهو رجل الأعمال الذي لم يُبد في يوم من الأيام اهتماما خاصا بالفعل الثقافي..

ومن النقاط التي لفت لها عدد من المتابعين أنظارنا أنّ شعار التظاهرة لم يُنجز الى حد الآن وأنّه لا توجد على مقر الهيئة أي علامة تدل على أنّه مقر هذه التظاهرة الكبرى والذي يُفترض أن يفيض ديناميكية. هذا وأفادنا احد المسؤولين البلديين بمدينة صفاقس أنّ الهيئة التنفيذية لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية لا يمكن ان تشتغل بمعزل عن محيطها حتى ولو كان ذلك من باب الإستشارة، كما يتوجب عليها العمل والسعي الى "ادماج" مثقفي الجهة في هذا المشروع الهام، وهي شروط أساسية لإنجاح التظاهرة وفق رأي محدثنا. 

كل هذه الملاحظات، التي نسوقها الى وزارة الثقافة والى المهتمين بالشأن الثقافي، تؤكد المنحى السلبي الذي تتم فيه الاستعدادات (إن وجدت) لهذا التظاهرة وتدعو الى مراجعة مستعجلة فإمّا الإبقاء على السيد سمير السلامي وأن يتغير نسق الاستعدادات ويكتسب طابعا جديا وإلاّ تعيين مسؤول آخر يقدر على تقديم الإضافة وعلى ادخال ديناميكية بالاستعانة بأهل الثقافة والفكر و«تجنيدهم» لكي يُنجحوا هذه التظاهرة، وصفاقس تعج بأبناء غيورين وبمثقفين لا يمكن التشكيك في عطائهم وفي خبرتهم بالشأن الثقافي. 

شيراز بن مراد